به روز رسانی در16 April 2025

2 دقیقه

قلعة كاديفه كاله في إزمير | التاريخ، العمارة، الأساطير

تُعتبر قلعة كاديفه كاله في إزمير واحدة من أشهر المعالم التاريخية وأكثرها غموضًا في المدينة. هذه القلعة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2300 عام، تقع في مركز مدينة إزمير على قمة تل يبلغ ارتفاعه 186 مترًا. وتكمن أهمية قلعة كاديفه كاله ليس فقط في موقعها الاستراتيجي وإطلالتها البانورامية على خليج إزمير، بل أيضًا في القصص الكثيرة والحضارات القديمة والمعارك والهجرات والأحداث التاريخية التي أحاطت بها عبر القرون. في هذا المقال، سنتعرّف أكثر على هذه القصص الغامضة والتاريخ العريق لقلعة كاديفه كاله في إزمير.

أسطورة نشأة قلعة كاديفه كاله في إزمير، تركيا

تروي الأسطورة القديمة أن الإسكندر الأكبر، في عام 334 قبل الميلاد وبعد انتصاره على الجيش الفارسي، ذهب للصيد على جبل باغوس (وهو التل الذي تقع عليه قلعة كاديفه كاله اليوم). وخلال الصيد، نام تحت شجرة جميز، فرأى في المنام إلهتين من نيمسيس، طلبتا منه بناء مدينة إزمير الجديدة على منحدرات هذا التل حيث نام.

وعندما استيقظ، حكى الإسكندر حلمه لكاهن معبد أبولو، فأجابه الكاهن بأن من يستقر من الناس عند سفوح هذا التل بجانب نهر مِلِس المقدّس، سيكون أكثر سعادة بأربعة أضعاف من السابق. وهكذا وُلدت فكرة بناء القلعة، وأصبحت هذه الرواية الأسطورية رمزًا روحانيًا لقلعة كاديفه كاله ولتأسيس مدينة إزمير الجديدة.

اليوم، يمكن رؤية آثار هذا التاريخ في بقايا أغورا إزمير القديمة التي تم تحويلها إلى متحف مفتوح في الهواء الطلق.


تاريخ بناء قلعة كاديفه كاله في إزمير

بُنيت القلعة في الأصل من قبل ليسيماخوس، أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، بهدف حماية المدينة من الغزوات الخارجية. وخلال العهد الروماني، تم توسيعها بشكل كبير. في داخل القلعة، وُجدت مستودعات، وصهاريج مياه، وهياكل دفاعية عسكرية رائعة.

على الجانب الغربي من التلال، تم إنشاء ملعب رياضي، لكنه دُمّر لاحقًا ودُفن الآن تحت المناطق السكنية. ومن المثير للاهتمام أن بقايا مدرج روماني ما تزال مرئية اليوم على المنحدر الشمالي المطل على الخليج.

في القرن الرابع الميلادي، وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية، أصبحت سميرنا (إزمير الحالية) تحت حكم البيزنطيين. لكن القلعة كانت قد تضرّرت بالفعل في الزلازل المدمّرة التي وقعت عام 178 ميلادية، وتمّت إعادة بنائها لاحقًا على يد البيزنطيين.

وفي عام 1317 ميلادية، استولى محمد بك من سلالة آيدين أوغلو على القلعة، والتي كانت تُعرف آنذاك باسم "القلعة العليا"، بينما بقي الجزء السفلي من المدينة تحت سيطرة الصليبيين. وبعد سلسلة من الهجمات، شنّ تيمورلنك هجومًا واسع النطاق في عام 1402، واحتلّ كلًّا من الجزأين العلوي والسفلي من القلعة، وطرد المسيحيين من سميرنا. وفي نهاية المطاف، وفي عام 1422، ضمّ السلطان مراد الثاني قلعة كاديفه كاله إلى الأراضي العثمانية.

العمارة في قلعة كاديفه كاله في إزمير

كانت قلعة كاديفه كاله تتكوّن من 24 برجًا وحصونًا تمتد من قمة الجبل حتى سفحه، فيما وصلت الجدران الخارجية للقلعة إلى المناطق القريبة من البحر. وكان للقلعة بوابتان رئيسيتان: إحداهما تؤدي إلى مدينة أفسس القديمة، والأخرى إلى سارديس.

وفي أواخر القرن الرابع عشر، بُني مسجد داخل القلعة من قبل القاضي أحمد أوغلو إلياس. ويُقال إن هذا المسجد شُيّد فوق أنقاض كنيسة الرؤيا، وربما حتى فوق معبد قديم مكرّس للإلهة نيمسيس. وبالقرب من المدخل، تقع صهاريج مياه رومانية ذات أقواس، كانت مستخدمة أيضًا في العصر البيزنطي وتمّت إعادة ترميمها في العقود الأخيرة.

تعود الجدران الحالية للقلعة في أغلبها إلى العصور الوسطى. ومع ذلك، يعتقد بعض علماء الآثار أن تحت هذه الجدران توجد آثار لحجر بناء هلنستي، رغم أن هذه النظرية لم تحظَ بعد بقبول واسع.

وقد لعبت قلعة كاديفه كاله دورًا مهمًّا في منظومة الدفاع عن مدينة إزمير في العهد العثماني. ولا تزال بقايا القلعة حتى اليوم بما في ذلك الصهاريج الرومانية والأجزاء البيزنطية التي تم ترميمها شاهدة على التراث التاريخي والثقافي الغني لمنطقة إزمير.

الوضع الحالي لقلعة كاديفه كاله في إزمير

منذ خمسينيات القرن الماضي، ومع تزايد الهجرة الداخلية إلى مدينة إزمير، ظهرت العشوائيات حول القلعة، ومع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، تدهورت المنطقة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. القلعة ومحيطها، التي كانت في السابق مركزًا للفخر التاريخي، تحوّلت إلى حي منسي وربما خطر. وللأسف، فإن قربها من مركز المدينة، وتحديدًا كونك (على بُعد 2.5 كم فقط)، لم يمنع من تراجعها.

ولكن لاحقًا، أطلقت بلدية إزمير الكبرى مشاريع لإحياء القلعة ومحيطها، من بينها "سوق السبت" الذي يُنظّم أسبوعيًا في قلب القلعة التاريخية. يتم فيه بيع المنتجات المنزلية، وخبز التنور، وبلح البحر المحشي (ميدية دولما)، والعسل، وزيت الزيتون، والحرف اليدوية، والأقمشة التقليدية. اليوم، يرى الزوّار أن قلعة كاديفه كاله أصبحت مكانًا أكثر أمانًا، وحيوية، وجمالاً.

وفي عام 2015، تم تأسيس أوركسترا "بارش" السيمفونية للشباب بهدف إبعاد أطفال الحي عن جرائم الشوارع. بدأ المشروع بأطفال حي كاديفه كاله، ويضم الآن نحو 100 عضو من مختلف أنحاء المدينة. تقدّم الأوركسترا عروضًا منتظمة وقد ساهمت بشكل كبير في إحياء المشهد الثقافي للمنطقة.

زيارة قلعة كاديفه كاله في إزمير، تركيا

من أبرز عوامل الجذب في كاديفه كاله المناظر الخلابة التي تطل على مدينة إزمير وخليجها والجبال المحيطة بها. وتُعد هذه النقطة مذهلة خصوصًا في أوقات شروق الشمس وغروبها، مما يجعلها مثالية لعشّاق التصوير والطبيعة.

وبالطبع، فإن كاديفه كاله ليست مجرد موقع أثري، بل وجهة ترفيهية أيضًا. يضم التل العديد من مناطق التنزّه ومسارات المشي والمواقع المظللة حيث يمكن للزوّار الاسترخاء والاستمتاع بالأجواء الهادئة.

كيفية الوصول إلى قلعة كاديفه كاله في إزمير؟

تقع قلعة كاديفه كاله على بُعد نحو كيلومترين من ساحل مدينة إزمير، ويمكن الوصول إليها بسهولة باستخدام وسائل النقل العام أو السيارات المؤجّرة فی ازمیر. يمكن للزوار ركوب الحافلات أو سيارات الأجرة من وسط المدينة باتجاه التل، كما يمكن للمهتمّين بالمغامرة تسلّق التل سيرًا على الأقدام لاستكشاف المنطقة بعمق.

ما هو أفضل وقت لزيارة كاديفه كاله في إزمير؟

أفضل أوقات الزيارة هي فصلا الربيع والخريف، عندما يكون الطقس معتدلًا وممتعًا. إذ توفّر هذه المواسم ظروفًا مثالية للأنشطة الخارجية واستكشاف القلعة. وفي حين قد يكون الصيف حارًّا، فإن ساعات الصباح الباكر أو ما بعد العصر تظل مناسبة لزيارة هذا الموقع التاريخي الساحر.

 

نویسنده:

Rana Taghizadeh

به اشتراک بگذارید