به روز رسانی در22 April 2025

3 دقیقه

المشروبات التركية التقليدية: وصفات وفوائد صحية

لطالما كانت تركيا على مرّ القرون مهدًا لثقافات متنوعة، وينعكس هذا الإرث الغني في تنوع المأكولات والمشروبات في البلاد. فعلى الرغم من أن المشروبات الغازية والصناعية تُقدَّم عادةً مع الوجبات في كثير من أنحاء العالم، فإن تركيا تتميز بتقديم مجموعة فريدة من المشروبات الطبيعية وذات النكهات الغنية، مثل "آيران" (مشروب قائم على اللبن الزبادي)، و"شَلْغَم" (عصير اللفت المخمّر)، إلى جانب مجموعة متنوعة من شرابات الفاكهة والأعشاب التقليدية. وتُعدّ هذه المشروبات منعشةً من جهة، ومعروفةً بفوائدها الصحية من جهة أخرى.

المشروبات التقليدية في تركيا

إلى جانب مطبخها الغني بالنكهات والمذاقات المتنوعة، تقدّم تركيا عالمًا مميزًا من المشروبات الفريدة واللذيذة. فهذه المشروبات، المتجذّرة بعمق في ثقافة البلاد وتاريخها، تمنح تجربة فريدة من حيث الطعم والرائحة. ومن بين جميع هذه المشروبات، تحتل القهوة التركية مكانةً أيقونية، إذ تُعدّ رمزًا للضيافة والتقاليد العريقة وتحظى بشهرة عالمية واسعة.

وبالإضافة إلى القهوة التركية، توجد مشروبات أخرى تُعتبر من خصوصيات المطبخ التركي، مثل "شَلْغَم" (عصير اللفت المخمّر)، و"بوزا" (مشروب مخمّر مصنوع من الدُّخن)، وغيرها، والتي لطالما أثارت إعجاب الزوار الأجانب. وفي الأقسام التالية، سنستعرض مجموعة من أشهر المشروبات وأكثرها شعبية في تركيا مشروبات تُعتبر جزءًا أساسيًا لا غنى عنه من تجربة زيارة البلاد.

المشروبات التركية الساخنة التقليدية

في الأيام الباردة أو بعد تناول وجبة دسمة، لا شيء يضاهي مشروبًا تركيًا دافئًا يبعث الدفء في النفس. فهذه المشروبات بنكهاتها الأصيلة واللذيذة تعكس دفء الضيافة التي تُعدّ من صميم الثقافة التركية.

1.       الشاي التركي

يُعدّ الشاي التركي المشروب الأكثر شهرة وانتشارًا في تركيا، ويمتاز بنكهة فريدة لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر في العالم. ويلعب الشاي دورًا مهمًا في الحياة اليومية، حيث يُقدَّم مع الوجبات، وخلال اللقاءات الاجتماعية، وفي مختلف المناسبات.

كما يُعتبر الشاي رمزًا للصداقة والضيافة، إذ من المتعارف عليه في تركيا استقبال الضيوف بابتسامة دافئة وكأس من الشاي يُقدَّم في كوب صغير على شكل زهرة التوليب. وتُعدّ مدينة ريزه الواقعة على ساحل البحر الأسود أشهر منطقة لزراعة الشاي التركي، وتشتهر بجودة إنتاجها العالية وطعمه الغني.   

طريقة تحضير الشاي التركي

تبدأ الطريقة التقليدية لتحضير الشاي التركي بوضع أوراق الشاي الأسود ذات الجودة العالية في إبريق الشاي. ثم يُسكب فوقها ماء مغلي حديثًا. بعد ذلك، يُوضَع إبريق الشاي فوق سمovar أو غلاية تحتوي على ماء مغلي، مما يسمح للشاي بالتخمير تدريجيًا على البخار. وبعد حوالي عشر دقائق، يكون الشاي قد نضج تمامًا وجاهزًا للتقديم.

2.      القهوة التركية

تُعدّ القهوة التركية (Türk Kahvesi) واحدة من أكثر المشروبات شهرة في تركيا، وتتميّز عن غيرها من أنواع القهوة حول العالم بطريقة تحضيرها الفريدة. وقد أثّرت القهوة بعمق في الثقافة التركية إلى درجة أن مهرجانات القهوة تُنظَّم سنويًا في مختلف أنحاء البلاد. وبالإضافة إلى مذاق القهوة، فإن الفناجين المزخرفة بعناية، والوعاء التقليدي المصنوع من النحاس والمعروف باسم "جِزْوِه" (cezve)، من العناصر التي تثير إعجاب السيّاح.

من التقاليد الأكثر شهرة المرتبطة بالقهوة التركية هو "قراءة الفنجان"، حيث تُستخدم الرواسب التي تستقرّ في قاع الفنجان لتفسير الرموز وقراءة الطالع. كما تؤدي القهوة التركية دورًا رمزيًا في عادات الزواج، إذ تقوم العروس خلال مراسم الخطوبة بتحضير القهوة لعائلة العريس، لكنها تضيف سرًا الملح بدلًا من السكر في فنجان العريس. ويتم التركيز على ردّ فعله؛ فإذا شرب القهوة المالحة دون أن يُظهر انزعاجًا، يُعدّ ذلك دليلاً على التحلّي بالصبر وحسن الطباع.

طريقة تحضير القهوة التركية

لتحضير القهوة التركية، أضف ملعقة صغيرة من القهوة التركية المطحونة ناعمًا وكوبًا من الماء البارد لكل شخص في cezve (الجزوة). قلّب المزيج جيدًا، ثم ضعه على نار هادئة واتركه يسخن ببطء. وقبل أن يبدأ بالغليان مباشرة، أزِل الوعاء من على النار. هذه الخطوة تُنتج طبقة رغوة مميزة على وجه القهوة، وهي من علامات القهوة التركية المُحضّرة بإتقان. تُقدَّم القهوة في فناجين صغيرة أنيقة، ويرافقها عادةً كوب من الماء.

3.     السّحلب

السّحلب (Sahlep) من المشروبات التركية المحبّبة والمليئة بالنكهة، ويُقبل عليه الناس بشكل خاص خلال أشهر الشتاء الباردة. ويُعتقد على نطاق واسع أنه يساعد في تقوية الجسم ومقاومة أمراض الشتاء الشائعة. يُقدَّم السحلب ساخنًا بطعمه الكريمي والعطري الذي يُضاهي ألذ أنواع الشوكولاتة الساخنة بل ويقول البعض إنه أفضل منها.

عادةً ما يُزيَّن السحلب برشّة من القرفة على وجهه، ويُقدَّم في أكواب كبيرة، مما يجعله مشروبًا مثاليًا أثناء نزهة شتوية على ضفاف مضيق البوسفور (İstanbul Boğazı).

طريقة تحضير السحلب (لأربعة أشخاص):

ضع 3 أكواب من الحليب في قدر، وأضف ملعقتين صغيرتين من السكر.

سخّنه على نار هادئة حتى يصبح دافئًا.

في وعاء منفصل، امزج 6 ملاعق صغيرة من مسحوق السحلب مع كوب من الحليب البارد حتى يذوب تمامًا.

أضف خليط السحلب ببطء إلى الحليب المُسخَّن مع التحريك المستمر.

استمر في التحريك على نار هادئة حتى يغلي المزيج قليلاً ويبدأ في التكاثف.

عند الانتهاء، اسكب السحلب الساخن في الأكواب، رشّ القليل من القرفة على الوجه، وقدّمه فورًا.

المشروبات التركية الباردة التقليدية

في أيام الصيف الحارة، لا شيء يضاهي انتعاش المشروبات التركية الباردة واللذيذة، حيث يتميّز كلّ منها بطعم فريد متجذّر في التراث الثقافي الغني للبلاد.

1.       آيران

يُعتبر "آيران" (Ayran)، المعروف أيضًا في بعض الثقافات باسم "دوغ"، من أشهر المشروبات وأكثرها استهلاكًا في تركيا. يُحضَّر من اللبن (الزبادي)، والماء، ورشّة من الملح، ويُعدّ مشروبًا أساسيًا خصوصًا في فصل الصيف ومع الوجبات.

لا يتميّز آيران بكونه منعشًا فقط، بل هو مفيد جدًا للهضم بفضل خصائصه البروبيوتيكية. غالبًا ما يُقدَّم بشكل بسيط أو مع رغوة كريمية على وجهه، ويُعدّ مرافِقًا لا غنى عنه للعديد من الأطباق التركية، لا سيما الكباب والدونر.

وفي أجواء الصيف الحارة، يُعتبر آيران وسيلة ممتازة لتعويض الصوديوم والحفاظ على ترطيب الجسم، مما يجعله خيارًا شائعًا للوقاية من الإجهاد الحراري. أما آيران البارد المُنكَّه بالنعناع، فهو متعة حقيقية تُجسِّد نكهة الصيف التركي.

طريقة تحضير آيران التركي

تحضير آيران التركي سهل جدًا:

ابدأ بمزج اللبن مع كوب من الماء البارد في وعاء باستخدام شوكة أو مضرب حتى يصبح المزيج ناعمًا.

أضف باقي كمية الماء مع رشة ملح، وقلّب جيدًا مرة أخرى.

يمكنك تعديل كثافة الآيران حسب الرغبة من خلال تغيير كمية الماء.

غالبًا ما يُقدَّم آيران التركي التقليدي برشة من النعناع المجفف على الوجه. ولتحضيره بشكل فوّار، يمكنك إضافة القليل من المياه الغازية إلى الخليط.

2.      بوزا

"بوزا" (Boza) هو أحد أقدم المشروبات التقليدية في تركيا، ويعود تاريخه إلى عدة قرون مضت. وعلى الرغم من أنه يُقدَّم باردًا، إلا أنه يُستهلك عادةً في فصلي الخريف والشتاء. وتشتهر بوزا بفضل الباعة الجائلين الذين اعتادوا بيعها ليلًا في أباريق نحاسية وهم ينادون بصوت مميّز في الأزقّة. أما اليوم، فيمكن العثور عليها أيضًا في المحلات التجارية ضمن عبوات جاهزة.

يُعدّ هذا المشروب السميك والمخمّر غنيًا بالسعرات الحرارية، ويمكن أن يُشعرك بالشبع لفترات طويلة. وبفضل احتوائه على كميات وفيرة من البروتين، والدهون، والكربوهيدرات، يُعتبر بوزا مشروبًا مغذيًا جدًا، فضلًا عن كونه مصدرًا ممتازًا للفيتامينات والمعادن.

طريقة تحضير بوزا

لتحضير بوزا:

اطهُ البرغل والأرز مع الماء حتى تصبح المكونات ناعمة جدًا.

مرّر الخليط عبر مصفاة ناعمة للحصول على قوام يشبه العصيدة، ثم اتركه ليبرد تمامًا.

في هذه الأثناء، امزج السكر والخميرة مع الحليب الدافئ، ثم أضف هذا المزيج إلى القاعدة المبردة.

غطِّ الخليط واتركه في مكان بارد ومظلم لمدة 24 ساعة ليتخمّر، مع تقليبه عدة مرات خلال هذه الفترة.

بعد مرور 24 ساعة، أضف تدريجيًا المزيد من السكر والماء لتعديل الحلاوة والكثافة حسب الرغبة.

خزّنه في الثلاجة وقدّمه باردًا مع رشّة من القرفة وكمية من الحمص المحمّص على الوجه.

3.     الكفير

الكفير هو مشروب مخمّر يُحضَّر من الحليب باستخدام "حبوب الكفير" (kefir grains). ويُشيد بهذا المشروب الاستثنائي لما يحتويه من فوائد صحية وغذائية عديدة، إذ يُعرف غالبًا باسم "المضاد الحيوي الطبيعي" بفضل خصائصه البروبيوتيكية القوية، التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتقوّي جهاز المناعة.

علاوة على ذلك، يُعدّ الكفير مفيدًا بشكل خاص لصحة العظام، ولذلك يُوصى به بشدة لكبار السن والأطفال على حد سواء.

وقد اكتسب الكفير شهرة واسعة بين الزوار الأجانب في تركيا. ولمن لا يستسيغ طعمه الطبيعي الحامض، تتوفّر منه أنواع بنكهات الفاكهة التي تُقدّم طعمًا ألطف وأكثر قبولًا.

طريقة تحضير الكفير

لتحضير الكفير في المنزل:

ضع حبوب الكفير في وعاء زجاجي نظيف، واسكب فوقها الحليب الدافئ (حوالي 25 درجة مئوية).

غطِّ الوعاء بقطعة قماش سميكة أو منشفة ورقية وثبّتها بشريط مطاطي، ثم اتركه في مكان مظلم بدرجة حرارة الغرفة لمدة 24 ساعة.

بعد انتهاء عملية التخمر، قم بتصفية الخليط باستخدام مصفاة بلاستيكية لفصل الحبوب عن السائل.

السائل الناتج هو الكفير المنزلي الجاهز للشرب أو لإضافة النكهات حسب الرغبة.

4.      شَلْغَم سُوْيُو (عصير اللفت المخمّر)

شَلْغَم سُوْيُو (Şalgam Suyu)، أو عصير اللفت المخمّر، هو أحد أكثر المشروبات تميزًا وغرابة في تركيا. ويُحضَّر من تخمير الشمندر الأحمر والجزر الأسود، ويُقدَّم باردًا بطعم قوي وغير تقليدي يجمع بين الحموضة والملوحة في كل رشفة. وعلى الرغم من أن الطعم قد يبدو غريبًا في البداية، فإن من يعتاد عليه غالبًا ما يُصبح من عشّاقه الدائمين.

يُستهلك شلغَم تقليديًا مع أطباق الكباب، حيث يُساعد على الهضم ويعزّز نكهة الوجبة. ويتوفّر بنوعين: معتدل وحار. كما يحظى هذا المشروب الفريد بشعبية بين السيّاح، الذين يجدون في نكهته الحادة والمنعشة تجربة لا تُنسى.

طريقة تحضير شلغَم سُوْيُو

لتحضير هذا المشروب التقليدي:

لفّ البرغل والحمص النيء في قطعة قماش نظيفة واربطها بإحكام.

ضع الحزمة في قاع وعاء كبير.

أضف الجزر الأسود واللفت المُقشَّر والمُقطّع، مع عدد قليل من فصوص الثوم.

في وعاء منفصل، اخلط الملح وحمض الليمون (أو ملح الليمون) مع كوبين من الماء المغلي، ثم اسكب هذا المزيج فوق الخضروات.

املأ بقية الوعاء بالماء بدرجة حرارة الغرفة، وأغلقه بإحكام، واتركه في مكان بارد ومظلم لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ليتخمّر.

بعد اكتمال التخمر، صَفِّ السائل وقدّمه باردًا.

5.     تُرشو سُوْيُو (عصير المخلل)

تُرشو سُوْيُو (Turşu Suyu)، أو عصير المخلل، هو أحد أشهر المشروبات الشعبية وأكثرها رواجًا في شوارع تركيا. ويُحضَّر من الماء والخل والملح، مع مكونات إضافية مثل الشمندر، والثوم، والفلفل الحار. يمتاز هذا المشروب بلونه الوردي الزاهي ونكهته المالحة القوية والحامضة.

كونه مشروبًا مخمَّرًا، فإن تُرشو سُوْيُو يتمتع بفوائد صحية عديدة؛ فهو غني بالبروبيوتيك، يُعزز مناعة الجسم، ويساعد في تحسين عملية الهضم. ويُعتبر من العناصر الأساسية في أكشاك الطعام الشعبي، حيث يُقدَّم عادةً مع أطباق مثل "بالِك إكمَك" (شطيرة السمك)، مما يضيف طابعًا مميزًا لتجربة المأكولات السريعة التركية.

طريقة تحضير تُرشو سُوْيُو

لتحضير عصير مخلل منزلي لذيذ:

في وعاء محكم الإغلاق، امزج الخل، والملح الخشن، والماء، والثوم، والسكر، وعددًا من حبات الحمص النيء، وشرائح من الليمون الطازج.

لإضفاء نكهة عطرية، يمكنك إضافة أعشاب مثل إكليل الجبل.

وللحصول على لون أعمق وطعم أقوى، أضف بضع شرائح من الشمندر الأحمر.

اترك المزيج ليتخمّر في مكان بارد لمدة تقارب 20 يومًا، ثم يصبح جاهزًا للاستهلاك.

6.     ليموناضة

الليموناضة (Limonata)، أو عصير الليمون، هو مشروب منعش وشائع الاستهلاك حول العالم. وما يميز الليموناضة التركية عن غيرها هو طعمها المعتدل وأقل حموضة من مثيلاتها في البلدان الأخرى، ما يجعلها مميزة ومنعشة في آنٍ واحد. وتُحضَّر الليموناضة التركية ببساطة من عصير الليمون الطازج، والسكر، والماء. وبالرغم من وجود بعض الاختلافات البسيطة بين الوصفات، إلا أن الطعم الطازج والمشرق يبقى ثابتًا في كل الحالات.

تُعدّ الليموناضة من المشروبات المحببة بشكل خاص خلال أيام الصيف الحارة، وعند تقديمها مع أوراق النعناع الطازجة، تصبح أكثر انتعاشًا. كما تُعتبر خيارًا شائعًا في وجبات الإفطار التركية التقليدية، حيث تضيف بداية طبيعية، حلوة، ومنشطة لليوم.

طريقة تحضير الليموناضة التركية

لتحضير ليموناضة على الطريقة التركية:

ابشر قشور عدد من الليمونات واعصرها.

ضع القشر، والعصير، والسكر، وكمية قليلة من الماء في وعاء أو خلاط كهربائي. (يسهل الخلط في الخلاط ويوفر الوقت.)

امزج المكونات جيدًا، ثم خفّف التركيز بإضافة الكمية المطلوبة من الماء البارد.

صَفِّ المزيج عبر مصفاة ناعمة للتخلّص من اللب أو القشر.

قدّمها باردة، ويفضل مع بعض أوراق النعناع الطازجة لمزيد من النكهة.

الشَّرْبَات التركية (الشَّرْبَات العثمانية)

تُعرف الشربات التركية، والتي تُسمّى أيضًا الشربات العثمانية، عالميًا بنكهاتها الرائعة وألوانها الزاهية. وتُحضَّر هذه المشروبات المنعشة واللذيذة من مستخلصات طبيعية من الفواكه، والزهور، ومجموعة متنوعة من التوابل، وتُقدَّر ليس فقط لمذاقها الفريد، بل أيضًا لفوائدها العلاجية.

تُقدَّم الشربات تقليديًا باردة، وهي فعّالة جدًا في تبريد الجسم خلال الطقس الحار، كما تُساعد على الهضم.

         شربات الورد

يُحضَّر شربات الورد (Gül Şerbeti) من بتلات الورد، وخاصة ورد دمشق (Rosa damascena)، ويُعدّ من أكثر المشروبات العثمانية أناقةً ومحبةً لدى الناس. تاريخيًا، لم يُستخدم هذا الشربات فقط لتبريد الجسم، بل كعلاج طبيعي، بل وحتى لتعطير النفس والجسم.

يُحضَّر شربات الورد عن طريق غلي بتلات الورد في الماء، ثم يُضاف إليها السكر. بعد ذلك يُصفّى الخليط ويُقدَّم باردًا.

         شربات السفرجل

شربات السفرجل (Ayva Şerbeti) هو مشروب عطري تقليدي آخر من المطبخ العثماني. لتحضيره، يُضاف السفرجل المفروم وبذوره إلى مزيج من الماء وشراب السكر المغلي مسبقًا. ثم يُترك الخليط على نار هادئة حتى تتشرب الشربات نكهة السفرجل ورائحته بالكامل. بعد الطهي، يُصفّى المشروب ويُقدَّم باردًا.

         شربات التمر الهندي

التمر الهندي فاكهة ذات قشرة خارجية صلبة، ويُعرف بفوائده الصحية العديدة. لتحضير شربات التمر الهندي (Demirhindi Şerbeti)، يُقشَّر التمر الهندي أولًا ويُنقع في الماء طوال الليل. في اليوم التالي، يُغلى في الماء لبضع دقائق. بعد رفعه عن النار وتبريده إلى حوالي 70 درجة مئوية، يُضاف إليه العسل. ثم يُقدَّم الشربات مع الكثير من الثلج ليكون مشروبًا صيفيًا منعشًا. ولتعزيز النكهة، يمكن إضافة القرفة والقرنفل إلى الوصفة.

         شربات الخشخاش الأحمر

يُحضَّر شربات الخشخاش الأحمر (Gelincik Şerbeti)، من بتلات زهرة الخشخاش. تُوضَع البتلات في وعاء زجاجي، ثم يُضاف إليها الماء، والسكر، وكمية صغيرة من حمض الليمون أو عصير الليمون. يُترك الخليط لينقع من 3 أيام إلى أسبوع حتى يكتسب لونًا أحمر غامقًا شبيهًا بلون الرمان، ما يدل على جاهزيته للاستهلاك. ولإضافة نكهة إضافية، يمكن وضع كمية قليلة من القرفة.

         شربات الكركديه

يُعد شربات الكركديه (Hibiskus Şerbeti) من المشروبات الشائعة والمفيدة للغاية في تركيا، ويتميّز بفعاليته الكبيرة في إطفاء العطش خلال الطقس الحار. لتحضير هذا الشربات، يُضاف الماء الساخن مع عود من القرفة وعدد من حبات القرنفل إلى قدر صغير، ويُغلى الخليط لمدة خمس دقائق، ثم تُزال القرفة ويُرفع القدر عن النار. بعد ذلك تُضاف أوراق الكركديه المجففة، وحمض الليمون، والسكر، ويُترك المزيج لينقع لمدة عشرين دقيقة تقريبًا. يُصفّى الشربات ويُقدَّم باردًا. هذا المشروب الزاهي اللون ليس فقط منعشًا، بل غني بمضادات الأكسدة، ويشتهر بخصائصه المبرّدة والمهدئة.

         شربات الكرز البري

فاكهة الكرز البري (المعروفة بالتركية باسم Kızılcık) هي فاكهة حامضة وغنية بالفوائد الصحية. ويُعتقد أنها تدعم صحة القلب، وتساعد في مكافحة الالتهابات، وتُسهم في تنظيم مستوى السكر في الدم. أما الشربات المصنوع منها، فهو بنفس القدر من الفائدة واللذة.

لتحضيره، يُسكب الماء الساخن فوق الكرز البري المهروس، ويُترك الخليط طوال الليل. في اليوم التالي، يُصفّى السائل ويُحلّى حسب الرغبة باستخدام السكر أو أي نوع من المُحلّيات الطبيعية، ثم يُقدَّم باردًا كمشروب علاجي ومنعش.

         شربات عصير العنب الحامض

شربات كورك (Koruk Şerbeti)، أو شربات عصير العنب الحامض، هو من المشروبات التركية الفريدة التي تُحضّر من عصير العنب غير الناضج. تبدأ خطوات تحضيره تمامًا مثل إعداد "كورك" (عصير العنب الأخضر الحامض)، وبعد استخلاص العصير، يُضاف إليه السكر أو أي نوع آخر من المُحلّيات لتعديل الحموضة. يمكن أيضًا تحضير شراب من السكر والماء بشكل منفصل وخلطه مع عصير العنب. يُبرَّد الشربات الناتج في الثلاجة ويُقدَّم باردًا. إلى جانب طعمه المنعش والحامض، يتمتع شربات كورك بفوائد صحية متعددة، ويُستخدم غالبًا كمشروب مبرّد ومساعد للهضم.

         شربات النعناع والليمون

شربات النعناع والليمون (Nane Limon Şerbeti) من أنسب المشروبات لأيام الصيف الحارة، بفضل خصائصه الطبيعية المُبرّدة والمهدّئة. يشتهر النعناع بفوائده الهضمية وتأثيره المهدئ ورائحته الزكية، بينما يُضفي الليمون نكهة حامضية منعشة وغنية بفيتامين C.

لتحضير هذا المشروب المنعش، تُخلط أوراق النعناع الطازجة مع عصير الليمون، والعسل، وعدد من حبات القرنفل داخل زجاجة، ثم يُبرَّد الخليط ويُقدَّم باردًا، ليمنح توازنًا مثاليًا بين الحلاوة والانتعاش.

         شربات القرفة

تُعدّ القرفة (Tarçın Şerbeti)، برائحتها الدافئة وفوائدها الصحية العديدة، المكوّن الرئيسي في هذا الشربات العثماني الغني بالنكهة. ويتميّز هذا المشروب التقليدي بسهولة تحضيره، حيث يمكن إعداده خلال دقائق معدودة.

لتحضيره، يُغلى عود من القرفة مع بعض حبات القرنفل وكوب من الماء لمدة تتراوح بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق. وفي قدر آخر، يُحضّر شراب بسيط من الماء والسكر يُغلى حتى يذوب السكر تمامًا. بعد ذلك، يُصفّى ماء التوابل وتُضاف إلى شراب السكر، ثم يُغلى الخليط الموحّد لمدة دقيقتين إضافيتين.

يتميّز هذا الشربات العطري بقدرته على إرضاء الحواس بفضل نكهته الدافئة والعطرة، كما يُساعد على تحسين الهضم، مما يجعله خيارًا مثاليًا لتناوله بعد الوجبات.

نویسنده:

نسرین محجل والا

به اشتراک بگذارید